بقلم / جمال الاشول
نشر في 12 مايو2014م
حين ينظر الإنسان إلى واقع الشعب اليمني ويدقق ويتفحص هيكله العام وما آلت إليه الأمور من تقدم سواء كان هذا التقدم سلبياً او إيجابياً يدرك خطورة المراحل التي مرت بها اليمن في ظل الغزو الفكري والثقافي الغربي والمخطط الأمريكي الصهيوني وما نتج عنهما من آثار أدت إلى تحول في مسار خط الشعب اليمني وانحرافه عن مداره الصحيح وهذا ما أدى إلى انشقاق الصف اليمني وتدهور معظم الصلات والروابط الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها من الصلات الوثيقة التي كانت تجمعهم وتكون قوتهم الكبرى على كافة المستويات أو الأصعدة .
من هنا أستطاع من أراد تحقيق ذلك التصدع أن يقوم بدوره الفعال في بث سمومه الفكرية ومد سيطرته الاستعمارية ليغرس دولته الأمريكية في قلب اليمن خاصة والعالم العربي ككل مستخدماً كل الأساليب والطرق التي تسهل وتذلل مهامه كل ذلك يحصل والشعب اليمني منشغل بما دون الهدف المفروض باستثناء القليل ممن كانوا يحاولون دائماً توعية المجتمع وتنبيههم بالخطر الداهم ، وقد حقق هؤلاء جزءا بسيطاً من النجاح في الوقوف أمام مخطط الاجتياح الفكري الاستعماري لذلك فإننا نرى و نلمس آثار و نتائج العديد من التجارب .
ان المفاوضات مع أمريكا التي تجيد الفعل في ضرب الشعب اليمني بالطائرات بدون طيار وقتل الأبرياء من المدنيين تحت أي مبرر نوع من العبث ، فأي نصر نريد ، وأي عزة وكرامة نطلب إذا لم نسر على خطوات المسيرة القرآنية في كل أمر من أمور اليمنيين فلقد اتضحت الرؤية وتجلت القضية عن مكنوناتها فالهدف هو أن نأخذ من الحرية درساً نتعلمه قبل أن نطبقه وكيف نعرف قيمة الحق قبل أن نسترده .
إن حركة أنصار الله في اليمن لم تكن مكوناً سياسياً ثقافياُ قرآنيا عابراُ فحسب ولم يكن هدفها هو الوصول إلى سلطة أو مكانة سياسية على أنقاض دولة مسلوبة تحكمها الأهواء ويسيطر عليها الأعداء بل كان شيئاُ مغايراُ لذلك مبايناً لتلك الأهداف الرخيصة ، نشأ على قاعدة أصلية وهي الإسلام وسار على نهج محمدي وقدم أغلى مايملك من الشهداء ثمناً لقضيته ووصل إلى أهدافه وغاياته المنشودة بكل فخر واعتزاز فكان مصداقاً لقول الحق عز وجل : (وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) .
فمتى يكون الإيمان هو السلوك العملي في حياة الشعوب وقضاياهم ليكون حقا على الله نصرهم على أعدائهم والوصول بهم إلى قمة العزة والحرية ؟
من هنا تقوم علينا الحجة البالغة في مصير قضايانا ومدى قدرتنا في الوصول إلى أعلى درجات الإيمان لنحظى بالنصر الإلهي في شتى قضايانا الحياتية وما يرتبط بها من أساسيات لإقامة مجتمع يتمتع بكافة حقوقه المطلوبة في ظل قانون إسلامي سائد ، بعيداً عن العصبيات الطائفية وقولبة الدين في قالب ضيق وتبني الأفكار الدخلية على الإسلام والتي طالما كانت سبباً رئيسياً في فشل كثير من التجارب الحركية والثورية وهذا لا يخفى على كل من له أدنى اهتمام بعالمنا الإسلامي وسيرته عبر التاريخ إلى يومنا هذا.
لذا فلتكن المسيرة القرآنية في اليمن هي التجربة الإسلامية القدوة في الوطن اليوم والعالم لمن أراد وتحقيق عزة وكرامة وحرية شعبية ومجتمعة ، والشجرة الطيبة لاتؤتي إلا ثماراً طيبة وصوت الحق دائما يعلو ولا يعلى علية ، وهذا هو المبدأ الذي خرج بة الإمام الحسين بن علي " علية السلام " وأخذه الإمام زيد بن علي " علية السلام " وكثير من أئمة أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين وصولاً إلى السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي .